رسالة خذلان - مصر نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

اخر الاخبار العاجلة من مصر نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم

رسالة خذلان - مصر نيوز

مصر نيوز يكتُب.. أكتبها للتاريخ كشاهد عيان على ما يجري في غزة المثخنة بالجراح وأهلها الصامدون بوجه

آلات القتل الصهيونية، صامدون بلا ناصر ومُعين، ينزفون الدماء ويلعقون الجراح منذ 75 عاماً ومازالوا، لم يضمد جراحهم غيرة وشهامة عربية أو إسلامية أو عدالة إنسانية دولية، فمنذ «طوفان الأقصى» وعَداد الشهداء يعلو على أكثر من 51 ألف شهيد، وما يربو على 11 ألف مفقود، وما يزيد على 117 ألف جريح وغيرهم من معاقين، لم يذر لهم العدو مبنى ولا مؤسسات ولا حتى المقابر التي قُصفت وجُرِّفت، مناشداتهم وصرخاتهم أضحت حشرجات مَنْ ينازع الروح أو يلوذ بسراب الظمآن في الصحراء.

الحقيقة، أننا تخلينا عنهم، عرباً ومسلمين، لم نترك ذريعةً أو مبرراً إلا قدَّمناه وتشدَّقنا به،

أخضعنا إرادتنا لمشيئة أعدائنا، وركنا للفرقة، ونبذنا الإجماع والوحدة، وكشحنا النظر إلى توافه الأمور، وغفلنا مخاطر الاحتلال وعواقب الهزائم العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للأمة.

فضيحة أن تكون العروبة الصادقة ريبةً ارتبناها بحق أهلنا في غزة بمقاومة العدو، وشككنا بمطالبهم الإنسانية بحقهم في حياة كريمة ووطن حُر مستقل، ووثقنا بأعدائنا الصهاينة، ورضينا بالتطبيع مع العدو، وسمحنا بتوافد القتلة والمُجرمين لبلادنا، ورفع أعلامهم على السفارات بأرض العرب. خُدعنا بسراب السلام الذي لن يأتي، وبالعدالة التي لن تتحقق مادمنا في مَوْضع انكسار وخيبة.

مئات السنين مضت ومازلنا تائهين لا نفرِّق بين طريق الحق وبين طريق الباطل، بين حالة الحُرية وحالة العبودية، نلتمس مَنْ يَمُن علينا بمصل الحُرية يزرقه في عروق جفَّت فيها الكرامة والشهامة، وأكباد لم تعد تتقطع كمداً لما حلَّ بفلسطين وأهلها المغدورين.

لم نعُدْ أهل عزائم ودعاة ثبات وصمود على حقنا، عقدت ألسنتنا عن الصدح بالحق، وعَميت ضمائرنا عن البصيرة، وجفت مشاعرنا عن الإحساس بالآلام والمصائب الممطرة على أهل فلسطين، وبالأخص غزة.

أُمة، عندها الصبر على الذل والضِعة أهون من الثبات على مقاومة الاستسلام، أُمة خاملة، جدباء، لم تَعُد ترعد أو تبرق، لا يحسب لها حساب، أو يُخشى منها تهميل وعِقاب.

كانت أُمةً تحتضن شعباً مُتآلفاً، وبعد الاستقلال الزائف وتقطيع أوصالها تشرذمت لدول وشعوب متربصة متوجسة تعصف بها الكوارث والمِحن من كل حدبٍ وصوب.

أليس من المُخجل أن تتمسَّك دولة الاحتلال بخيار الحرب، فيما نحن نلوذ بالسلام بطعم الاستسلام والهزيمة النكراء، يا للعار والشنار!

كُنا قد تحدثنا في خبر رسالة خذلان - مصر نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا مصر نيوز الالكتروني.

أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : مصدر المقال

على درغام

الكاتب

على درغام

كاتب صحفي رياضه، خرّيج كلية الإعلام - جامعة عين شمس، أعمل في عِدة جرائد رسمية، اكتب في موقع نايس كورة الاخباري منذ اكثر من عامين، جميع الاخبار تتم مراجعتها بعناية، ومن مصادرها الرسمية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق