مصر نيوز يكتُب.. يستعد المخرج عبدالله عبدالرسول لاستكمال أعماله المسرحية التي تستهدف توثيق تاريخ الكويت على مستوى الشخصيات والأحداث التي أثرت التاريخ الوطني وصنعت مستقبل الكويت وتقدمها، بعد انتهاء عروض «محيط الأرض» بنجاح كبير، على خشبة مسرح الشيخ جابر الثقافي.

وصرح المخرج عبدالله عبدالرسول بأنه يعكف حالياً على طرح أفكار ومشاريع مسرحية درامية جديدة سيكشف عنها لاحقاً حين استكمال تفاصيل المشروع، وسيستكمل من خلالها سلسلة عروض مسرحية يهدف من خلالها إلى إبراز دور المسرح في توثيق الأحداث التاريخية والسير الذاتية المؤثرة برؤية معاصرة، كما أكد أن المسرح، الشكل الفني المتجذر في التقاليد والمدارس المسرحية المتعددة، يخضع حاليا لتحول كبير على مستوى العالم في الأساليب المسرحية المعاصرة.

وقال عبدالرسول: «دائما أخوض تجربة تصميم أسلوب التركيب المسرحي، وهو مزيج من الفن الدرامي والموسيقي والتحريك الأدائي والتعبيري والتكنولوجيا الرقمية المصاحبة، لإنتاج تجارب فاعلة تترك عند المتلقي أثرا وجدانيا وحالة من الاهتمام لمشاهدة أحداث تاريخية وسرد سير ذاتية مؤثرة بشكل مبتكر متخيل، وهذا ما حرصنا عليه في عرض مسرحي ضخم بحجم محيط الأرض، وبهذه التركيبات المسرحية المصورة يتم إنشاء بيئة غامرة تفاعلية وتأثيرات بصرية مصاحبة للشكل الفني المبتكر وتحويل هذا الإنتاج المسرحي ليجسد عرض الصور والفعل الدرامي على عناصر مختلفة من مساحة الأداء، وبالتالي يتم تعميق السرد وتعزيز الارتباط العاطفي الوجداني مع الشكل الفني».

وأكد ضرورة أن يحدث تصميم العرض المسرحي تحولا في المفاهيم التقليدية للمساحة الدرامية والتصميم البصري لها، وتفاعل الشخصيات مع بيئة العرض بطرق لم تكن متخيلة من قبل، حيث يضيف هذا التفاعل الديناميكي بين البصريات والمساحة والسرد والفعل الدرامي أثرا مهما في العرض، مضيفا أن عروض مسرح السير الذاتية يكون فيها منطق الدراما مختلفا تماما عن منطق البحث التاريخي، فالباحث التاريخي لا يفترض وقوع الأحداث، وإنما يرتبط بالوقائع الحقيقية فقط، أما الدراما فهي إيجاد وتصور أحداث خيالية تظل في دائرة الخيال والصورة المبتكرة، وهذا في حد ذاته حالة بنائية درامية مضافة.

وحول سبب نجاح آخر عروضه المسرحية «محيط الأرض»، أوضح أن «العمل عبارة عن رؤية درامية مسرحية لسيرة ذاتية لشخصية مؤثرة فينا وجدانيا وعاطفيا وعلميا، وهو العالم الفلكي الراحل د. صالح العجيري الذي أشعل شغف البحث في نفوسنا، حيث تم تقديم العرض برؤية جديدة لاستعراض السيرة وطريقة بناء النص المسرحي وبناء الجماليات وإيجاد حالة التشويق وطريقة رسم واستعراض الشخصية وإظهار انفعالات وأحداث متخيلة، ونقل صورة فنية على شكل بناء درامي مستحدث، والتركيز على إظهار العناصر الوجدانية وتطوير الانفعالات والمشاعر الدفينة وزيادة نسبة عنصر الخيال وتجسيد الأحداث الحقيقية والأحداث الفنية المبتكرة لجعل المتلقي يعيش ويتناغم مع الأحداث عن طريق التركيز على الشخصية المحورية وتأثيراتها مع الأحداث والشخصيات الأخرى وهو ما حقق نجاحا كبيرا».