مصر نيوز يكتُب.. ‏أكثر ما يتحسف الإنسان عليه هو عندما يتم تكريم المتسلقين والمنافقين وفي نفس الوقت لا يرى نفس التكريم والتقدير يتم للجادين والمخلصين والمتعففين من أبناء ورجالات الدولة لمساهماتهم الكبيرة في نفس العمل أو المجال!‏ الأكثر ألماً هو عندما تنسب أعمال أو جزء من إنجازات هؤلاء المتعففين لبعض المتسلقين والمنافقين تحت بند «عمل الفريق»، ويتم الطلب من هؤلاء المتعففين التغاضي والتجاوز عن ذلك! لأن لهم مكانة ومنزلة كبيرة بالمجتمع! يعني بالعربي الفصيح يتم الضحك عليهم لكي تكتمل حفلة «النصب والزار»، وتقام الحفلة الفعلية لتكريم المتسلقين والمنافقين الكرام!

عند مناقشة هذا الموضوع مع زميل متسلق من الطراز الأول صادف رؤيته بحفلة «التكريم» وتذمري من سرقة الجهود تحت غطاء «العمل الجماعي» قال لي: خلك كريم، سهلها، لا تنغلق على نفسك، الدنيا أخذ وعطا، لا تصير «حنبلي»، مجموعة المتسلقين هي التي يمكن أن تصل وتحقق أهدافك وبدونها تصبح الأهداف صعبة المنال! مشي حالك! شوف غيرك وين وصل! ترى مبادئك وعلمك وقيمك ماراح تفيدك لوحدها! لازم شوية منيه وشوية مناك! سلّك نفسك! إذا كنت تريد تحقيق أهدافك! وإلا خل علمك ومبادئك وقيمك تنفعك! الناس طارت بأرزاقها! شوف هم وين وإنت وين! الدنيا هذه الأيام يقودها من يعرفون «من أين توكل الكتف»! «إهبر مع الهابرين» «وأكل مع الآكلين» «وأهرب مع الهاربين»! ترى قالوها الأولين «السابق لاعب واللاحق تاعب» يا رجل «ما في الحمض أحد»! «سهود ومهود»! يا رجل إنت «وش بلاك»؟! ترى ذبحتنا بقيمك ومبادئك!‏ ترى بعض الناس تعليمه عليه نقمة وليس نعمة! طوّف خل العالم تعيش! هو أحد ماخذ منها حاجة! ابدأ عامك الجديد بالتزلف وممارسة النفاق والدجل الاجتماعي! لا تعارض أي متنفذ أو مسؤول كبير بالرأي! قل له: كلامك عين الصواب وعين العقل! حتى لو كان كلامه «لا يچدم ولا يؤخر» خلك مبتسم دائماً على النكت والطرف التي يقولها مسؤولك حتى ولو كانت «تجيب المرض»! هذه هي متطلبات وقيم ومبادئ العمل والفوز والنجاح، إذا كنت ترغب في الترقي والنمو والتطوير! وإلا أرجوك أن تبقى في عالمك الخيالي لأن النهج الجديد يتبرأ منك ومن قيمك التي تسببت في تأخرنا عن دول العالم، وكذلك تسببت في تعاستنا وشل حرية التصرف والتمتع والفرح في هذه الدنيا! لسنا بحاجة «لمبادئك وقيمك» نحن مرتاحين بالفوضى التي نعتقد أنها «خلاقة» ومريحة لنا!

يا رجل عندنا خير كثير نفط واحتياطيات عامة واحتياط وفير للأجيال القادمة بالمليارات! ولو تأكل منها ليل نهار إنت وعمالتك الهامشية الزائدة عن حاجة البلد ما أثر فيها! فلوس! فلوس!‏ فلوس! ما تخلص!!

يرحم والديك فكنا من قيمك ومبادئك وخططك ورؤيتك الاستراتيجية! ترى ما شفنا منها إلا التعقيد والتأخير والتخلف عن دول العالم! تكفى خلنا نعيش بفكرنا ورؤيتنا الجديدة وبـ «فوضانا الخلاقة»! فنحن مؤمنون بأنها الأسلوب الأفضل والنهج الأسلم لهذا الزمن، وحتى لا نظلمك ونظلم أنفسنا موعدنا ‏معك ومع مبادئك وقيمك واستراتيجياتك، بعد عام من الآن. وراح نشوف منهو اللي فينا صح؟! اتفقنا؟! هاه... رد... خلصنا...!

‏تعجب وصمت رهييييب! من منطق صاحبنا المتسلق وثقته الكبيرة بأنه يسير على طريق الصلاح والإصلاح والتطوير!

ودمتم سالمين