مصر نيوز يكتُب.. مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش، تؤكد بقوة أنها لن تترشح لمنصب العمدة، رغم الضغوط والدعم الكبير من قادة الأعمال والمجتمع المدني، وحتى تأييد صحيفة نيويورك بوست المحافظة. في مقابلة بمكتبها، أكدت تيش: «أنا موظفة عامة، ولست سياسية»، مشيرة إلى أنها تفضل إدارة الوكالات الحكومية.

وتيش، البالغة من العمر 44 عاماً، تقدم نموذجاً لكيفية إدارة المدن الكبرى بكفاءة، ما يبرز أزمة الحوكمة داخل الحزب الديموقراطي. فقد أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة تحولاً نحو اليمين، ما يعكس مخاوف الناخبين من السياسات الحالية. ومع غياب مرشحين أقوياء في السباق المقبل لرئاسة البلدية، يظل المشهد السياسي غير واضح، حيث يواجه العمدة الحالي، إريك آدامز، تحديات قانونية وسياسية، فيما تظل البدائل إما يسارية متشددة أو شخصيات مثيرة للجدل مثل الحاكم السابق أندرو كومو.

ومنذ تعيينها مفوضة للشرطة، حققت تيش انخفاضاً ملحوظاً في معدلات الجريمة، من خلال أساليب مبتكرة في إدارة الأمن، مثل تقسيم المدينة إلى «مناطق تركيز الجريمة» بدلاً من الاعتماد فقط على مراكز الشرطة التقليدية. كما أنها تهتم بتحسين جودة الحياة في المدينة، من خلال مكافحة الظواهر السلبية مثل الباعة غير النظاميين، والدراجات الكهربائية الفوضوية، والتشرد.

تيش لديها تاريخ طويل في إدارة الخدمات العامة، حيث شغلت منصب مفوضة تكنولوجيا المعلومات قبل أن تصبح مفوضة للنظافة، حيث أطلقت «ثورة القمامة»، ونجحت في خفض أعداد القوارض بنسبة 25%.

لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه هو الجريمة المتكررة، حيث تنتقد إصلاحات العدالة الجنائية في نيويورك، التي أدت إلى زيادة معدلات الجرائم المتكررة بسبب إلغاء الكفالة النقدية لبعض الجرائم، وتخفيف الإجراءات القانونية ضد الجناة. وفقاً لها، فإن هذه السياسات جعلت النظام القضائي «باباً دواراً للمجرمين المتكررين».

تيش تدعو إلى إصلاحات قانونية، مثل تعديل قوانين الكشف عن الأدلة لتقليل عمليات إسقاط القضايا بسبب تفاصيل إجرائية غير جوهرية. كما تعارض بشدة إلغاء قاعدة بيانات العصابات، التي تعتبرها أداة حيوية في مكافحة العنف.

رغم نجاحاتها الأمنية، فإنها تحذر من تراجع الاهتمام بمهنة الشرطة، نتيجة الحملات المناهضة لها، مؤكدة أن ذلك يجعل من الصعب جذب كوادر جديدة. وبينما تصر على أنها ليست سياسية، فإن رؤيتها الإصلاحية ونهجها العملي قد يجعلانها نموذجًا يحتذى به في القيادة الحكومية.

* تونكو فاراداراجان