رمضان في اليمن... استعدادٌ باهـت واقتصاد مُنهار - مصر نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

اخر الاخبار العاجلة من مصر نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم

رمضان في اليمن... استعدادٌ باهـت واقتصاد مُنهار - مصر نيوز

مصر نيوز يكتُب.. أتي شهر الخير رمضان في اليمن، خلافاً لسنوات سابقة حيث كانت الاستعدادات أكثر وأكبر زخماً، بل أكثر حركةً للاقتصاد اليمني، بعكس

ما نشاهده هذه الأيام من استعداد خجول وباهت، وحركة اقتصادية ضائعة ومنهارة، ولعل هذا الأمر يعود إلى عدة أسباب، أبرزها، الوضع المعيشـي المتدهور الذي يعيشه اليمنيون على طول الأرض اليمنية وعرضها، دونما استثناء لمنطقة ما، ففي مناطق الحكومة الشـرعية مثلاً تجد أسعار الصـرف للعملة اليمنية متقلبة في كل يوم، بل في كل ساعة، إن لم تكن أقل من ذلك وأدنى! مما يعمل على انهيار القيمة الشـرائية لتلك العملة، وبالتالي ارتفاع جنوني لأسعار المنتجات والمواد الغذائية الأساسية والضـرورية لمعيشة الناس في معظم الأوقات، فما بالكم بشهر رمضان الكريم؟! حتى أصبح المواطن همّه الأول والأخير كيف يمر يومه بالسلامة وعدم الحاجة.

وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وإن زاد على ذلك، بانعدام صـرف الرواتب لشـريحة عريضة من الكادر الوظيفي للدولة اليمنية، بشقيه المدني والعسكري، أي أكثر من 400 ألف منهم، يُواكبه أيضاً تضخم كبير في أسعار المواد الغذائية، ولعل هذا التضخم غير مُعلن، بل يمر بهدوء وبسلاسة منقطعة النظير، بالرغم من أن أسعار صـرف الريال اليمني في هذه المناطق مازالت عند الحدود الآمنة نوعاً ما، فهي لا تتجاوز الـ (540) ريالاً مقابل الدولار، ولكنه سعر وهمي – بحسب شهادات العديد من خبراء الاقتصاد في اليمن – فعادةً ما ترتبط أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بأسعار صـرف العملات الأجنبية، والدولار على رأسها، لكونها مستوردة بما نسبته (99 في المئة) وأما الناتج المحلي منها فلا يكاد يُغطي الواحد في المئة المتبقي.

وعودةً للاستعدادات الرمضانية، فلرمضان في اليمن طقوس عديدة، تتوارث منذ زمن قديم جداً، وهذه الطقوس تبدأ من داخل المنزل اليمني أولاً، حيث عادةً ما تقوم الأسـر اليمنية بتجهيز كل المتطلبات الخاصة بشهر رمضان، سواء كانت مواد غذائية أو مواد استهلاكية كالأطباق الزجاجية والمعدنية وغيرها، وانتهاءً بعملية تزيين بيوتهم وشوارعهم ومحلاتهم التجارية وغيرها بزينة رمضان، وبعروض رمضان، وبجوّ رمضان الذي لا يُعلى عليه في اليمن... هذا من جانب، ومن جانب آخر ترتيب أوقاتهم وتقسيمها ما بين إقامة عبادات وقضاء أعمال ونزهات في نهار رمضان، وبين أمسيات و«مقايل» رمضانية تـمتلئ باللقاءات الاجتماعية التي تحقق الألفة المجتمعية فيما بينهم، وتتحلّى بالأناشيد والموشحات والذكر الحكيم، ومن ثم قيامة الليل بالعبادات والطاعات، فكان الزائر الكريم لليمن خلال هذا الشهر الفضيل يحب هذا الجو الرمضاني الذي لا يُشابهه جوّ آخر بين كل دول العالم، وإن كان لكل دولة طقوسها الرمضانية وعاداتها، إلا أنه في اليمن أكثر جمالاً وأعظم ألفة وتقريباً بين الناس.

ولكن كما يقول المثل اليمني: «سار من كل شـيء أحسنه حتى.....!!»، ويبقى رمضان هو شهر الخير لأجل الخير، وعمل الخير في اليمن والعالم أجمع، إلا أن اليمنيين يُكابدون في هذه الأيام، وتُثقل كواهلهم من أجل الاحتفاء بهذا الشهر الكريم، فمن يتنقل بين الأسواق الشعبية اليمنية التي كانت بمثابة شعلة من النشاط فيما سبق، فسيجدها حالياً قد انضوت واضمحلت وتراجع بريقها، وضاع زوارها ومرتادوها. والله غالبٌ على أمره، ، ،

* صحافي من اليمن

كُنا قد تحدثنا في خبر رمضان في اليمن... استعدادٌ باهـت واقتصاد مُنهار - مصر نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا مصر نيوز الالكتروني.

أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : مصدر المقال

على درغام

الكاتب

على درغام

كاتب صحفي رياضه، خرّيج كلية الإعلام - جامعة عين شمس، أعمل في عِدة جرائد رسمية، اكتب في موقع نايس كورة الاخباري منذ اكثر من عامين، جميع الاخبار تتم مراجعتها بعناية، ومن مصادرها الرسمية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق