المرزوق وديوان المحاسبة والنيابة - مصر نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

اخر الاخبار العاجلة من مصر نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم

المرزوق وديوان المحاسبة والنيابة - مصر نيوز

مصر نيوز يكتُب.. في أول لقاء معه بمنتصف التسعينيات، كان كما عهدناه في آخر لقاء معه، يرحمه الله، لم يتغير، وقوراً وحاداً رغم هدوء نبرة صوته، حازماً جريئاً رغم بساطته وسيْره بتؤدة، وقد أكد العاملون تحت إدارته اهتمامه بهم وتشجيعه لهم وتوفير الظروف الملائمة لعملهم، وقد أشرف على المبنى الجديد لديوان المحاسبة ووفّر له أقصى درجات الاستقلالية، وجعله يحظى بمكانة عالية مقارنة بالأجهزة الخليجية والعربية، كما شارك بالمنظمات الإقليمية والدولية.

فرغم قِصر الفترة التي عملنا فيها مع السيد براك المرزوق، لم ننسَ تجاربنا معه، والتي أكدت لنا أسباب حب الموظفين له لدعمه المطلق، ومنها حين حاول مدير الشؤون المالية بهيئة شؤون القُصر التلكؤ لحجب ملفات الاستثمار، فتوجهنا مباشرة لمكتب المرزوق، معربين عن سخطنا على هذا التصرف، فما كان منه إلّا أن أمر فوراً بإرسال خطاب لـ «شؤون القُصر» يأمرهم بإحضار كل مستنداتهم للديوان، فخضعت الهيئة واعتذر رئيسها وفتحت كل ملفاتها، ليؤكد سلطة الديوان!

هذه السلطة مارسها براك حين عرضنا عليه، بحضور الوكيل المساعد سليمان الزيد، الذي لا يقل عنه «حموضة» وصلابة، خسائر «التأمينات الاجتماعية» في تقرير معقد استغرق إعداده ستة أشهر خلال 1998، كبّد فيها الرجعان «التأمينات» خسائر بنحو المليار دولار في عام واحد، فلم يتردد واثقاً بمن كانوا يعملون معه، وهي إحدى صفاته، وأمر بإرسال التقرير فوراً لرئيس مجلس الأمة.

كان المرزوق يطبّق القانون بحذافيره، فلما هاجمنا مدير «التأمينات» بالصحف للطعن بالتقرير، واشترى ذمم بعض النواب للسكوت عنه، طلبنا منه إعطاءنا الفرصة للرد على الرجعان بالصحافة، وتقديم التقرير للنيابة، فرفض، لأن مطالبنا لا يجيزها قانون الديوان، فاستقلنا وعُدنا للقطاع الخاص، رغم محاولته إقناعنا بالاستمرار ليقيننا بالعوائق التي يضعها ذلك القانون.

تفاصيل كثيرة ذكرناها بمقالات سابقة، واستكمالاً لتقرير «التأمينات»، فقد تم استدعاؤنا بعد أحد عشر عاماً للنيابة، للإدلاء بشهادتنا بشأن ما احتواه التقرير من اتهامات للرجعان، بسبب قيام أحد أعضاء مجلس إدارة «التأمينات» السابقين بتقديمه للنيابة، فتمت إدانته وأقيمت الدعاوى، وحُكِم على الرجعان وهرب من الكويت وسُجِن مساعده.

نعيد اليوم تأبين براك خالد الداود المرزوق الذي صادف أمس مولده عام 1939، فهو رجل لن يتكرر، سطر الكثيرون ملحمة في ذكر مناقبه يوم وفاته، والذي قال إن الديوان يحتاج إلى «رجل بمعنى الكلمة وليس سياسياً يلعب على الحبلين» لخطورة الديوان، وكان يؤمن بأهمية تبعيته لممثلي الشعب لا للحكومة، وهو ما نختلف معه أحياناً من واقع تجاربنا عندما يكون مجلس الأمة فاسداً ويستغل بعض أعضائه تقارير الديوان لابتزاز المسؤولين أو التعاون معهم لتحقيق مصالحهم بالتعدي على المال العام! لدرجة أننا كنّا مرة في اجتماع اللجنة المالية نرشق مدير «التأمينات» بالاتهامات لتجاوزاته، بينما كان أحد الأعضاء الموجودين يتودد له ويغمز له!

أسباب عديدة وموضوعية، حتى لا تهدر جهود هذا الجهاز الحساس، تجعلنا نطالب القيادة السياسية، سواء رجع مجلس الأمة - والعياذ بالله - أو لم يعُد - اللهم آمين - أن يعطى ديوان المحاسبة الصلاحية المطلقة عندما تتوافر لديه الأدلة على وقوع جريمة بحق المال العام أن يقدم بلاغه فوراً للنيابة العامة.

***

إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.

كُنا قد تحدثنا في خبر المرزوق وديوان المحاسبة والنيابة - مصر نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا مصر نيوز الالكتروني.

أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : مصدر المقال

على درغام

الكاتب

على درغام

كاتب صحفي رياضه، خرّيج كلية الإعلام - جامعة عين شمس، أعمل في عِدة جرائد رسمية، اكتب في موقع نايس كورة الاخباري منذ اكثر من عامين، جميع الاخبار تتم مراجعتها بعناية، ومن مصادرها الرسمية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق