اخر الاخبار العاجلة من مصر نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم
ما قل ودل: حاكم العالم الرئيس الأميركي ترامب يكشف وجه أميركا القبيح (2-2) - مصر نيوز
مصر نيوز يكتُب.. أستميح القارئ عذراً في أن أبدأ مقالي بتحية أوجهها إلى العالم العربي (المصري) د. خالد الوصيف، الذي استمتعت بمحاضرة له في ندوة يوم الخميس الماضي، أقيمت في أرض المعارض بالقاهرة الجديدة، ضمن العرس الثقافي، الذي نظمته إدارة المعرض الدولي للكتاب المعقود خلال الفترة من 23 يناير إلى 5 فبراير، والندوة تحت عنوان «النيل تاريخ ممتد»، والتي استمتعت فيها، من علم غزير وثقافة واسعة، في كيفية ترشيد المياه بالنسبة إلى مختلف أنواع الزراعات والزراعات التي لا تحتاج إلى مياه كثيرة، وما أحوج الدول العربية ذات الشح المائي أن تفيد من علمه الغزير ومعلوماته الواسعة، وهي تستورد كثيرا من الحاصلات الزراعية من الخارج، وقد كان له ثواب الاجتهاد، في تجديد قول مأثور لـ «أبو التاريخ هيرودوت»، المولود في عام 484 قبل الميلاد، أي قبل 25 قرنا من الزمان، وهو أن مصر هبة النيل فقد كان حريصا على أن يعدلها في حديثه الشيق وعلى الشاشة بأن مصر هبة النيل والمصريين، ومع نبل باعثه على هذا التجديد، وله فيه ثواب الاجتهاد وإن لم يوفق، فقد كانت لي مداخلة في هذه الندوة استشهدت فيها بمقولة للبابا الراحل شنودة القامة الوطنية والسياسية والقامة الروحية لإخواننا المسيحيين عندما قال إن «مصر وطن يعيش فينا وليس وطناً نعيش فيه»، وغني عن البيان فإن الحضارة المصرية القديمة التي نشأت على ضفاف النيل منذ سبعة آلاف عام، هي أيضا هبة النيل، وهي حضارة تزهو على كل حضارات البشرية، ولم يكن ذلك خافياً على هيرودوت، وإن أفرد مصر في هذه المقولة لأن المقصود من هذا الإفراد مصر وأهلها، هذا ما أردت أن أوضحه في هذه المحاضرة، حتى لا نفسد على المصريين فرحتهم واعتزازهم وسعادتهم بهذه المقولة في وقت تتعرض فيه مصر لمؤامرة، هي حرمانها من مياه النيل شريان الحياة في مصر، وعود إلى بدء هو القبح الأميركي.
أولاً: هزيمة إسرائيل المحققة وقد شهد شاهد من أهلها، هو حاكم العالم الجديد ترامب، باعترافه وهو القائل أمام المجلس الإسرائيلي - الأميركي بواشنطن قبل الانتخابات الأميركية بأيام «سأجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى». ولهذه العبارة دلالتان:
الدلالة الأولى: المستفادة أصلا من هذا الوعد لإسرائيل والوعيد للآخرين هي أنه سوف يعيد لإسرائيل عظمتها بتوسيع رقعتها كصفقة من صفقاته، فهو ليس رجل دولة، بل رجل أعمال وبتهجير الفلسطينيين قسراً وبلا مقابل، فالمقابل ستدفعه دول الخليج، والدول المضيفة، وهذا هو الوعد الذي طلبته منه المليونيرة الأميركية، التي تبرعت له بمئة مليون دولار في دعمها لحملته الانتخابية.
الدلالة الثانية: وهي الدلالة المستفادة تبعا للدلالة الأولى، أن إسرائيل قد لحقتها هزيمة كبرى أخلاقية على مستوى الضمير العالمي، بعد طوفان الأقصى، ثم بعد إيقاف الحرب وتسليم الرهائن، الدفعة الأولى والدفعة الثانية، إلى إسرائيل عبر الصليب الأحمر في سيمفونية رائعة، من الإعداد والتنظيم والإعلام، من إخراج نخبة من الشعب الفلسطيني عاشت تحت الأرض في الأنفاق، تقرأ وتدرس وتتدرب على المظهر الحضاري الإنساني الذي ظهرت به تحت بصر وسمع العالم كله.
ثانياً: التطابق في النشأة، وهو القائل أيضا إنه أفضل صديق لإسرائيل من بين كل الرؤساء الأميركيين، ولم يكن ذلك من فراغ فنشأة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة في نوفمبر 1947 بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وتحت ضغوط هائلة من أميركا والدول الاستعمارية الكبرى أفيال مجلس الأمن، صاحبة الحق في نقض كل قرارات الأمم المتحدة وهي نشأة استعمارية كدولة احتلال، هذه النشأة لا تختلف بل تتطابق تطابقا كاملا مع النشأة الاستعمارية لإسرائيل على أرض عربية هي فلسطين، حيث يقول المفكر الفرنسي روجيه جارودي في كتابه «الإرهاب الغربي» إن الحقبة التاريخية التي بدأت عام 1492م بغزو أميركا وهي البربرية الجديدة للغرب الذي كان يعتبر نفسه المصدر الوحيد للحضارة ورسول الحداثة، وكانت القارة الأميركية قد احتلها البرتغال والإسبان في «الجزء الجنوبي»، ثم الفرنسيون والإنكليز في شمالها، وكان معظم هؤلاء وأولئك من المحكومين بجرائم في بلادهم الأصلية، وتركز الاحتلال الفرنسي في الشمال (كندا) والنفوذ البريطاني في الجنوب، حيث قامت حرب تحريرية ضد بريطانيا انتهت بالتوقيع على معاهدة فرساي في 13 سبتمبر 1783 وإعلان الاستقلال وانتخاب أول رئيس للجمهورية جورج واشنطن، ثم إلى قيام اتحاد فدرالي في عام 1787 ضم جميع الولايات الموجودة الآن، فقد انتزعت هذه القارة من سكانها الأصليين الهنود الحمر، فما أشبه اليوم بالبارحة فالتشابه بل والتطابق بين أميركا وإسرائيل في النشأة وفي الظلم الذي لحق بالهنود الحمر في أميركا وصل إلى حد إبادتهم عن آخرهم، وفي الظلم الذي لحق بالفلسطينيين الذين تجري إبادتهم منذ الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور 1917 الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا لتوطين اليهود في فلسطين، بدلا من أوغندا التي كانت على طاولة الاستعمار. فلا غرو أن يقر الكونغرس في عهد ترامب وباتفاق كامل بين الحزبين الجمهوري الحاكم والديموقراطي المعارض قانونا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لجرأتها وجسارتها بإصدار أمر بضبط وإحضار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، لاتهامهما بالشروع في إبادة جماعية الشعب الفلسطيني.
ثالثاً: برنامج الرئيس ويلسون (الاستعمار الجديد) وكانت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) قد انتهت باختفاء أربع إمبراطوريات كبرى هي الألمانية والنمساوية - الهنغارية - والروسية والعثمانية، وقد خرجت بريطانيا وفرنسا بمكتسبات كبيرة إثر الحرب، وتعززت سيطرتها الاستعمارية على مناطق واسعة في العالم، وقد بلغ عدد القتلى من العسكريين الذين سقطوا إبان معاركها أكثر من 8 ملايين جندي، كما قدرت الكلفة الاقتصادية لهذه الحرب بحوالي 281.887 مليون دولار. ولم تكن أميركا قد دخلت هذه الحرب فأعلن الرئيس الأميركي ويلسون في مطلع عام 1918 برنامجا من 14 نقطة للسلام، ضمنه مبادئ عامة من ضمنها حرية الملاحة في البحار، ونزع القيود على التجارة، وتخفيض التسلح، وعددا من التعديلات الإقليمية في أوروبا والعالم وهو الاستعمار الجديد الأقل كلفة من الاستعمار الاستيطاني القديم، وكانت ألمانيا قد منيت بهزائم أدت إلى تفككها، وبعد انتفاضة جماهيرية في ألمانيا قادها الشيوعيون واليساريون فر القيصر الألماني إلى هولندا وتم إعلان ألمانيا جمهورية إلا أنه ما لبث أن ظهرت النازية في ألمانيا على يد هتلر، الأمر الذي أدى إلى بداية الحرب العالمية الثانية في 1939/9/1 بغزو بولونيا إلى نهاية قصة هذه الحرب التي انتهت بهزيمة ألمانيا وتقسيمها بين الحلفاء، برلين الغربية وبرلين الشرقية، والحائط الذي يقسم ألمانيا إلى قطاعين، القطاع الغربي الرأسمالي والقطاع السوفياتي، وكان هذا الحائط قد بناه الاتحاد السوفياتي، ولم يتمكن الغرب من هدم هذا الحائط إلى أن هدمه الألمان أنفسهم.
رابعاً: ترامب خلف متطور لويلسون لدمج الاستعمار الجديد في الاستعمار القديم، وقد أفاض في تصريحاته حول ولعه بالاستعمار الاستيطاني، لتوسيع رقعة أميركا إلى كندا والنرويج، كما لمح إلى استخدام القوة العسكرية لضم جزيرة غرينلاند، وهو غيض من فيض يترقبه العالم أجمع ويتوقعه، وقد خاطب الرئيس الفرنسي ماكرون أوروبا مطالبا بسرعة إنشاء جيش أوروبي موحد يحميها قبل السحق من ترامب، ورأى المستشار الألماني تشولتز أن عهد ترامب سيكون صعباً ومضنياً على العالم، كما أعلن ترامب طلبه تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، لتوسيع رقعة إسرائيل، القاعدة الاستيطانية للاستعمار الجديد، ولمح إلى أنهما سيقبلان إن آجلاً أو عاجلاً، فقد أثار هلع أوروبا ذاتها وفيها حلف الناتو الذي تشارك فيه أميركا، فلماذا لا نهلع نحن العرب ونوافق على أوامره ونواهيه، هذا هو خياله المريض، وقد يكون نسخة متكررة من هتلر ونازية جديدة، تنتشر نزعتها ومنذ عقدين من الزمن على الأقل في كل من أوروبا وأميركا، وهو ما يطرح سؤالاً مشروعاً: هل تؤدي حقبة ترامب إلى حرب عالمية ثالثة؟
كُنا قد تحدثنا في خبر ما قل ودل: حاكم العالم الرئيس الأميركي ترامب يكشف وجه أميركا القبيح (2-2) - مصر نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا مصر نيوز الالكتروني.
أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : مصدر المقال
0 تعليق