اخر الاخبار العاجلة من مصر نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم
جاور السعيد... تسعد - مصر نيوز
مصر نيوز يكتُب.. تُعرف السعادة في المنظور العام بأنها حالة من الرضا والفرح يسعى إليها الإنسان طوال مسيرة حياته، على الرغم من أن مفهوم السعادة يتباين من شخص لآخر. وقد عكف باحثون في جامعة هارڤارد العريقة على إعداد دراسة استمرت حوالي 80 عاماً، تهدف إلى تحديد العوامل التي تجعل الحياة جيدة وتفضي إلى شيخوخة صحية، حيث طُبقت الدراسة المعروفة باسم «غرانت» منذ عام 1938 على مئات الرجال من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة لعقود من الزمان، بدءاً من التخرج في الكلية ثم الزواج، ومروراً بالأبوة ومواجهة أزمات الحياة حتى الشيخوخة.
وفي هذا الصدد، قال روبرت والدينغر، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب في هارڤارد: «إن علاقاتنا ومدى سعادتنا فيها لها تأثير قوي على صحتنا، فالعناية بجسدك أمر مهم، لكن الاهتمام بعلاقاتك هو شكل من أشكال العناية الذاتية أيضاً». وخلصت دراسة غرانت بعد مرور الأعوام إلى أن سر السعادة الحقيقي لم يكن في جني الثروة أو تحقيق الشهرة بل كان يكمن في تكوين علاقات اجتماعية حميمية ومستمرة، بمثابة حجر أساس لصحتنا الجسدية والنفسية.
ويطيب لي أن استذكر - في هذا السياق - مناقب مجتمعنا الشرقي الذي أرى أغلبه وكأنه يعلم سلفاً بنتائج هذه الدراسة، فمهما حاولت الأجهزة الإعلامية الغربية إدراج الوطن العربي ضمن ما يسمى بـ «العالم الثالث»، فسنجد مجتمعاتنا - في نهاية المطاف - على قمة الهرم إن كان الأمر يتعلق بالترابط والتكافل الاجتماعي، علاوة على أن الدين الإسلامي الحنيف يحضنا على صون علاقاتنا الاجتماعية، إذ وضع مجموعة من المبادئ والقيم مثل التضامن والعدل والإحسان وصلة الرحم والتسامح والعفو التي تهدف إلى تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع. وبمجرد التفاتة للخلف، فإن ذكرياتنا لا تخلو من الزيارات العائلية الأسبوعية، وتواصل الجيران، والصداقات المتجذرة التي نبتت في صفوف المدرسة وامتد ساقها حتى سماء العمر.
وعلى الصعيد الشخصي، تذكرت وأنا أكتب هذا المقال والدي - طيّب الله ثراه - عندما كان يمازح صديقه العم هادي خلف العنزي أطال الله بعمره، قائلاً: «خلنا نروح للبر، لو نغرّز ونرجع». لم تكن السعادة في نظريهما سراً آنذاك، لقد علما ضِمناً أن كل ما يحتاجانه هو أحدهما للآخر، وهذا كل ما يهم. ويؤكد الإمام الشافعي ذلك في أشهر أبياته المأثورة التي تتناول موضوع الصداقة:
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفا
فما قيمة الحياة بلا ذلك الصديق؟
القول في حديث أفضل خلق الله سيد البشر عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
كُنا قد تحدثنا في خبر جاور السعيد... تسعد - مصر نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا مصر نيوز الالكتروني.
أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : مصدر المقال
0 تعليق