وثيقة بصرية فريدة توثق جولة مجموعة من الزوار الأجانب بين القطيف وتاروت بعربات القاري عام 2025.. لقطات تاريخية
القاري، واحدة من وسائل النقل التقليدية القديمة التي اشتهرت بها المنطقة الشرقية، تحديداً بين القطيف وجزيرة تاروت في خمسينيات القرن الماضي، كان لها دور مهم في حياة السكان والزوار الأجانب كما وثقت صورة نادرة يظهر فيها استخدام القاري خلال رحلة بحرية وقت الجزر، ويحرص موقع مصر نيوز على تسليط الضوء على هذه التجربة الفريدة التي عكست ملامح الحياة قبل ظهور الجسور والبنية الحديثة.
ما هو القاري ومتى انتشر؟
القاري هو نوع من العربات التقليدية التي كانت تستخدم في النقل بين المناطق الساحلية، خاصة في أوقات الجزر عندما يكشف البحر عن المسارات الرملية بين القطيف وجزيرة تاروت، ويُجر هذا النوع من العربات عادة بواسطة الحمير، وكان يتم اللجوء إليه لنقل الركاب وأحيانًا البضائع قبل أن تُشيَّد الجسور الحديثة التي تسهّل التنقل.
كان رواج القاري ملحوظًا حتى بداية النصف الثاني من القرن العشرين، يوم لم تكن وسائل النقل المتطورة متوفرة في المنطقة، وكانت رحلة القاري التي أظهرتها صورة تعود لعام 1959م، مثالًا واضحًا على الاعتماد الكبير على الوسائل التقليدية في التنقل.
كيف كانت تتم الرحلة من القطيف إلى جزيرة تاروت؟
- كان ركاب القاري، سواء من السكان المحليين أو الزوار الأجانب، ينتظرون لحظة بدء الجزر عندما ينخفض منسوب البحر.
- خلال ساعات الجزر، يظهر طريق رملي يربط محافظة القطيف بجزيرة تاروت.
- يتم تجميع العربات القاري في نقطة بداية الطريق الرملي استعدادًا للرحلة.
- ترتبط العربات بالحمير وتنطلق في مسار محدد عبر منطقة البحر المكشوف.
- الوصول إلى جزيرة تاروت يتم خلال وقت قصير نسبيًا، وتفرغ العربات من الركاب أو البضائع هناك.
- يعود أصحاب القاري إلى القطيف بنفس الطريقة عند الحاجة.
تابع قراءةالسعودية توقف بشكل مفاجئ إصدار تأشيرات العمرة للمصريين وجنسيتين عربيتين أخريين حتى إشعار آخر في 2025
مميزات القاري في تلك الحقبة
• وسيلة نقل آمنة للبضائع والركاب في ظل غياب الجسور.
• لا تتطلب تجهيزات تقنيات حديثة.
• تعتمد على الطبيعة وظروف الجزر، ما جعلها وسيلة عملية وموفرة للكثير من القرى الساحلية.
• قادرة على نقل عدد لا بأس به من الأشخاص في الرحلة الواحدة.
• صديقة للبيئة لأنها لا تعتمد على المحركات أو الوقود.
أهمية صورة عام 1959م ودلالتها التاريخية
توثيق صورة مجموعة من الزوار الأجانب وهم يتنقلون بواسطة القاري في سنة 1959م يحمل دلالات تاريخية مهمة توضح كيف تعامل المجتمع المحلي مع بيئته وظروفه قبل تشييد أية بنية تحتية حديثة، هذه الصورة اليوم محفوظة وتعد مصدرًا مهمًا لدراسة التطور الاجتماعي والاقتصادي في هذه المنطقة، كما أنها تمنح الأجيال الجديدة تصورًا عمليًا وواضحًا لأنماط الحياة التي سبقت ظهور وسائل النقل الحديثة.
يمكنك أيضًا قراءةشاهد بالفيديو.. وكيل “الصحة” يوضح متوسط أعمار السعوديين في 2025 ويستعرض 5 أمراض مزمنة رئيسية
ماذا تعني تجربة القاري لأهل القطيف وتاروت اليوم؟
تبقى ذاكرة القاري جزءًا من التراث الشعبي المحلي وتحمل معاني الفخر والبساطة، حيث يتذكر الكثير من كبار السن تلك الأيام التي كانت فيها وسائل النقل محدودة وكان الاعتماد على المبادرات المجتمعية أمرًا ضروريًا، كما تساهم الصور النادرة والقصص المتداولة عبر هؤلاء الكبار في نقل هذا التراث للأبناء والأحفاد ليبقوا على صلة بماضيهم.
أبرز الحقائق عن القاري ووسائل النقل القديمة في المنطقة
• استغل السكان ظاهرة الجزر الطبيعية لتحقيق الربط بين القطيف وتاروت بسهولة.
• انتقل الزوار الأجانب إلى المنطقة للتعرف على عادات وتقاليد لم يعهدوها في بلدانهم.
• جاء توقف استخدام القاري مع بناء الجسور وشبكات الطرق الحديثة في السنوات اللاحقة.
• لا زالت بعض المجسمات والمقتنيات القديمة للقاري تعرض في متاحف وأماكن سياحية محلية.
• تمثل تجربة القاري حلقة وصل فريدة بين الماضي والحاضر في شرق السعودية.
بذلك يواصل موقع مصر نيوز رصد وتوضيح تفاصيل مهمة في تاريخ النقل المحلي، ويبرز كيف كانت الوسائل التقليدية، كالقاري، مؤثرة في حياة الناس وربط المناطق قبل عصر الحداثة، لتظل هذه الذكريات مصدر إلهام واعتزاز للأجيال الحالية والمقبلة في المنطقة.