الإمارات في 2025.. ريادة عالمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي في الإمارات، يشهد طفرة استثنائية خلال عام 2025، حيث تسعى الدولة لتعزيز موقعها الريادي عالمياً في هذا المجال الحيوي، مدعومة باستثمارات استراتيجية ورؤية استباقية واضحة، موقع مصر نيوز يواكب آخر تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات مستعرضاً دور مجموعة “جي 42” ومبادرات الحكومة والتطور التعليمي والصحي، مع تسليط الضوء على أبرز إنجازات النصف الأول من العام.
التحول الرقمي الشامل في الإمارات
تتجه الإمارات بخطوات متسارعة نحو التحول الرقمي، حيث تمكنت خلال النصف الأول من 2025 من ترسيخ مكانتها كمركز رئيسي للذكاء الاصطناعي إقليمياً وعالمياً، وتأتي هذه الريادة نتيجة لاستثمارات ضخمة في المجالات التقنية الحديثة، إضافة إلى مبادرات حكومية تستهدف تسريع الرقمنة ودعم بيئة الابتكار واستقطاب الكفاءات والاستثمارات الدولية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
أثر مجموعة جي 42 في تطور الذكاء الاصطناعي
تلعب مجموعة “جي 42” دوراً جوهرياً في تعزيز مكانة الإمارات في الذكاء الاصطناعي عبر مشاريعها الطموحة وشراكاتها مع كبريات الشركات العالمية، وبفضل هذه المشاريع، أصبحت الإمارات بيئة جاذبة للاستثمار في التكنولوجيا وتوطين الحلول الذكية، حيث عملت “جي 42” على تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في قطاعات أساسية كالصحة والطاقة والخدمات العامة مما منح قطاع الأعمال والحكومة دفعة قوية نحو التحول الرقمي الكامل.
إنجازات استراتيجية “شبكة الذكاء”
أوضح بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي 42″، في تصريحات خاصة لموقع مصر نيوز، أن المجموعة حققت خلال النصف الأول من 2025 نقلة نوعية من خلال تنفيذ رؤية بناء “شبكة الذكاء”، متجسدة في إطلاق مشروع “ستارغيت الإمارات” ومجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي بطاقة 5 جيجاواط في أبوظبي، بالشراكة مع عمالقة التقنية العالميين مثل OpenAI وOracle وNVIDIA وCisco وSoftBank، هذه المساعي مكنت الإمارات من التميز كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي المسؤول، مدعومة بأنظمة حوكمة محلية وحوسبة فائقة الأداء.
قد تكون مهتم بهذاتوصيات مؤتمر التراث الثاني بالشارقة 2025.. دعوة لتسجيل أدب الرحلات على المستوى الدولي
خطوات المجموعة ارتكزت على:
- توحيد مراكز البيانات والبنى السحابية والنماذج الذكية في شبكة سيادية قوية.
- تعزيز مرونة وأمن الشبكة لتتيح للدول والمؤسسات الوطنية التحكم بذكائها الاصطناعي وفق معاييرها.
- توسيع التعاون مع جهات عالمية مثل Microsoft، OpenAI، AMD وiGenius.
- تطوير مشاريع بنية تحتية متقدمة داخل وخارج دولة الإمارات.
توسع عالمي لمجموعة جي 42 ودور “خزنة داتا سنتر”
شهدت “جي 42” توسعاً لافتاً عبر افتتاح مكاتب في أوروبا والولايات المتحدة، إضافة إلى تدشين مشاريع في فرنسا وإيطاليا تعزز مكانة الإمارات كجسر تكنولوجي بين الأسواق المتقدمة والنامية، أما في مجال البنية التحتية الرقمية، كان لشركة “خزنة داتا سنتر” دور محوري كونها العمود الفقري لـ”شبكة الذكاء”، حيث تدير مراكز بيانات عالية الأداء داخل الدولة، فضلاً عن تدشين أول منشأة دولية بتركيا تعمل بطاقة 100 ميغاوات معتمدة على الطاقة الشمسية والتبريد المستدام.
وتتضمن خطط “خزنة داتا سنتر”:
- إطلاق مواقع جديدة في السعودية ومصر وكينيا وفرنسا وإيطاليا.
- دعم انتشار شبكة الذكاء الاصطناعي عالمياً.
- تعزيز استدامة الحوسبة وسيادة البيانات عبر الأسواق المتنوعة.
تطورات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي والتشريعي
أعلنت حكومة أبوظبي بداية عام 2025 عن “استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027” باستثمار يتجاوز 13 مليار درهم، ويهدف إلى تحقيق الريادة العالمية بمجال الحكومة الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي، المبادرة تركز على أتمتة الخدمات الحكومية بالكامل، مع إطلاق برنامج “الذكاء الاصطناعي للجميع” وتدريب المواطنين على الاستخدام الفعال لهذه التقنية، بالإضافة إلى اعتماد أكثر من 200 حل مبتكر في جميع الخدمات الحكومية.
يمكنك أيضًا قراءةدبي في كل يوم.. انطلاقة نحو قصة نجاح متميزة
وفي أبريل الماضي، أطلقت الإمارات منظومة تشريعية ذكية متكاملة لتسريع وتحديث التشريعات، حيث يتم توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الإجراءات وسرعة إصدار التشريعات بنسبة تصل إلى 70%، مع المحافظة على الهوية الإماراتية للتشريعات ومراعاة الأولويات والقيم المجتمعية.
الذكاء الاصطناعي في التعليم والقطاع الصحي
أحرزت الإمارات تقدماً كبيراً في إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مارس أول برنامج بكالوريوس من نوعه في المنطقة، ما يمهد لإعداد كفاءات إماراتية وعربية قادرة على المنافسة عالمياً، وفي مايو، تم اعتماد مادة “الذكاء الاصطناعي” في جميع المراحل الدراسية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر على مستوى التعليم الحكومي.
أما في القطاع الصحي، تواصل شركة “M42” تعزيز الابتكار عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم لتحسين الطب الدقيق وتسريع تطوير الأدوية وتكامل نماذج الذكاء الاصطناعي ضمن المسارات العلاجية، كما تعمل الشركة على ابتكار تطبيقات متخصصة مثل النموذج اللغوي السريري Med42، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز متطور للابتكار في علوم الحياة.
كيف تدعم الشراكات الدولية ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي؟
تعتمد الإمارات منهجية دقيقة في بناء الشراكات الدولية لتعزيز مكانتها، حيث وقعت العديد من اتفاقيات التعاون مع كبرى الشركات مثل Microsoft وOpenAI ومايكروسوفت وغيرها، وتبرز مساهمة شركة “كور42” بتأسيس أول سحابة عامة سيادية تدعم أكثر من 11 مليون تفاعل يومي بالتعاون مع دائرة التمكين الحكومي، ليتمهد الطريق نحو أول حكومة تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي بحلول 2027.
ما أهمية إطار سلامة الذكاء الاصطناعي الإماراتي؟
وضعت “جي 42” إطار عمل لسلامة الذكاء الاصطناعي المتقدم ويُعد الآن معياراً تنظيمياً للجهات الرقابية والشركات، ما يعزز الثقة في التقنيات الحديثة ويرسى معايير عالمية للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية.