توصيات مؤتمر التراث الثاني بالشارقة 2025.. دعوة لتسجيل أدب الرحلات على المستوى الدولي

التراث الشعبي، يُعد محورًا هامًا يفتح أمامنا أفاقًا عميقة لدراسة التفاعل بين الشعوب، وفي هذا الإطار برز مؤتمر التراث الثاني الذي أُقيم في معهد الشارقة للتراث ليركز على أهمية استكشاف صورة الآخر من خلال ما وثقه الرحالة والمستشرقون، وقد سلط مؤتمر هذا العام، الذي تابعته مصر نيوز، الضوء على دعم دراسات التراث الشعبي والآليات الحديثة لتطويرها بما يسهم في تعزيز الفهم الحضاري والثقافي بين المجتمعات.

## مؤتمر التراث الثاني وأهدافه

شهد مركز التراث العربي في المدينة الجامعية بالشارقة تنظيم مؤتمر تراثي بارز برعاية معهد الشارقة للتراث، وجاء المؤتمر تحت شعار “التراث الشعبي بعيون الآخر”، حيث عمل على جمع نخبة من الباحثين والمفكرين في مجال أدب الرحلات والتراث الشعبي العربي، وناقش الحاضرون أدوار الرحالة والمستشرقين في توثيق صورة المجتمعات المحلية من وجهات نظر خارجية، بالإضافة إلى كيفية قراءة وتحليل تلك المدونات التاريخية ضمن أطر نقدية حديثة.

## التوصيات العلمية والثقافية التي خرج بها المؤتمر

أثمرت جلسات المؤتمر عن إصدار مجموعة هامة من التوصيات الأكاديمية والثقافية، والتي صبت في صالح تطوير منهجية دراسة أدب الرحلة وصورة الآخر في التراث الشعبي، ومن أبرز هذه التوصيات ما يلي:

– إعادة النظر في كتابات الرحالة والمستشرقين: ضرورة قراءتها وفق مناهج نقدية حديثة تواكب معايير البحث العلمي المعاصر، مع أهمية عمل مقارنات تحليلية بين أعمال رحالة من المناطق والفترات المتقاربة، للوصول إلى تصور واقعي ومحايد عن المجتمعات، ومقارنة النتائج بالدراسات المحلية إن توفرت.
– إنشاء مختبرات تطبيقية: تهدف إلى ترجمة البحوث والدراسات الأجنبية خاصة حول أدب الرحلات، مع تكوين لجان علمية متخصصة للنظر في أعمال لم تُترجم بعد، كالكتب الروسية عن المنطقة.
– تعزيز قاعدة المعرفة الرقمية: عبر إعداد مكتبة إلكترونية شاملة تضم كتب وأبحاث الرحالة والمستشرقين، إلى جانب إنشاء قاعدة بيانات تضم الباحثين والمترجمين والإصدارات المتعلقة بهذا المجال، بما يسهّل على الدارسين الوصول السريع للمعلومة.
– تمديد أيام المؤتمر: التوصية بأن يمتد المؤتمر المستقبلي إلى ثلاثة أيام بدلاً من يومين، لمنح الفرصة لمشاركة أكبر للبحوث والنقاشات المتخصصة.
– نشر البحوث العلمية: العمل على إصدار كتاب علمي يجمع البحوث والدراسات المشاركة في المؤتمر، بهدف تعميم الاستفادة وتوثيق المخرجات العلمية للمشاركين.

## مناهج نقدية مقترحة لدراسة صورة الآخر

ضمن توصيات المؤتمر أيضًا التأكيد على دعم الدراسات النقدية التي تتناول تمثلات الآخر في التراث الشعبي عبر مناهج متنوعة تشمل الأنثروبولوجيا والسيميائيات والنظريات السردية ودراسات ما بعد الاستعمار، كذلك دعا المشاركون إلى دراسة تفاعل الثقافة الشفوية والمحكية كما نقلها الرحالة، وتحليل الظروف الأيديولوجية والمعرفية التي انعكست في كتاباتهم، بالإضافة إلى تفكيك أبعاد الذات والآخر ضمن تلك المصادر.

## كيف يمكن الاستفادة من أعمال الرحالة والمستشرقين؟

1. تجميع وترجمة الأعمال النادرة وغير المترجمة سابقًا ضمن مكتبات إلكترونية تخصصية.
2. تطبيق مناهج نقدية حديثة عند قراءة النصوص الرحلية، بما يمنح فهماً أعمق لأبعادها الثقافية.
3. مقارنة النتائج المستخلصة من كتابات رحالة مختلفين حول منطقة واحدة أو فترة زمنية محددة للوصول إلى صورة متوازنة وأكثر واقعية.
4. تحفيز إجراء بحوث علمية جديدة تستند إلى الدراسات الغربية والمحلية، ومراجعتها بشكل نقدي.

## تصريحات رئيس معهد الشارقة للتراث حول المؤتمر

أوضح الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، خلال حديثه إلى مصر نيوز، أن التوصيات الصادرة عن مؤتمر التراث الثاني تجسد رؤية المعهد في تعزيز الوعي بأهمية التراث الشعبي، ولا سيما من خلال ما دوّنه الرحالة والمستشرقين، وأكد أن المؤتمر جاء ليبني حوارًا معرفيًا نقديًا مع هذه المصادر، عاقدًا النية على فتح مسارات جديدة لفهم الذات والآخر، وتعزيز حضور التراث في المشهد الثقافي العالمي بروح علمية ومنهج موضوعي.

## مميزات التركيز على دراسات أدب الرحلة وإسهامه في تطوير التراث الشعبي

– يساعد في إعادة قراءة التاريخ الثقافي بعيداً عن القوالب الجامدة.
– يدعم التنمية المعرفية للباحثين ويعزز تنوع المناهج النقدية في دراسة التراث.
– يساهم في بناء قاعدة بيانات موسعة تدعم الأجيال الجديدة من الباحثين.
– يعزز الحضور الدولي للتراث العربي من خلال عيون مختلفة وموضوعية.

## النتائج المنتظرة من تطبيق توصيات المؤتمر

مع الأخذ بتوصيات المؤتمر الثاني للتراث، تترسخ أهمية دراسة مختلف الرؤى حول التراث الشعبي، ويُنتظر أن تحقق هذه التوصيات نقلة نوعية في ميدان أدب الرحلة وتحليل صورة الآخر، وأن تفتح المجال أمام مشاريع بحثية وترجمات ودراسات نقدية جديدة، في سياق علمي يواكب التطورات العالمية، ويضع التراث الشعبي العربي في مقدمة دوائر الاهتمام الأكاديمي والثقافي.